ألوان ــ نص نثري

ثمّة لونٌ آخرُ .. لونٌ مغتسلٌ بالضّوءِ ، رأوهُ ، تملَّوهُ قليلا فانجذبُوا ...
كانوا أرقامَ هوياتٍ ، صاروا لا شيءَ .. فقط ذهبُوا .
لأطبّاء العينِ الرأيُ ، رأوا في مسألة الألوانْ
أن اللونَ كما الأحزانْ
تغسلها الأزمانُ فتُمحَى ،
وإذا اغتسلَ الضّوءُ تنحَّى .. مرضًا صارَ .. عَمَى ألوانْ .
يعرف عرّافٌ لا يعرفُ أنَّ بهم مسٌّ من جانْ .
تعرفُ قارئةُ الفنجانْ
أنَّ ذهابا كذهابهِمُ ، الآنَ ، وميتتَهُم سيّانْ .
يعرف "قوّادٌ" في مقهى أنّ المقهى صارت أضيقَ من أن تستوعبَ موتينِ يجدّانِ ولا يلتقيانْ :
قوّادا .. أكفأَ قوّادٍ ، وكلاما من دون لسانْ .
إذ ماذا تعني الألوانُ إذا اغتسلت في الضوءِ قليلا ؟!
حسنا ، أُخبرُ عن ظاهرةٍ لا أفهمها حتى الآنْ ،
ألوانَ مؤامرةٍ تبدُو ، تتململُ مِلْءَ الأذهانْ ،
يمكنُ أن تذهب بالأمنِ ، وساعتها لن ينفعَ حدسٌ أو عينٌ أَوْ أَوْ أَوْ أُذنٌ .. أو حتى سلّهُ آذانْ !
هل هذا إنسانٌ حقَّا ؟!
أم موتٌ يجلسُ في مقهى ؟!
موتٌ يقتاتُ بما يبقى من بعض رزايا الإنسانْ !
.......
عَوْدًا للبدءِ .. لمن ذهبُوا ..
ثمَّةَ لونٌ آخرُ .. لونٌ مغتسلٌ بالضّوءِ .. رأوهُ .. تملَّوهُ قليلا فانجذبُوا ...
كانوا أرقامَ هوياتٍ ، صاروا لا شيءَ .. فقط ذهبُوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق